المنشاوية
المنشاوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المشهد الثامن(بعد ان تشق الفاس الراس)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sosa
مقدم منشاوى
مقدم منشاوى
sosa


عدد الرسائل : 79
تاريخ التسجيل : 30/06/2008

المشهد الثامن(بعد ان تشق الفاس الراس) Empty
مُساهمةموضوع: المشهد الثامن(بعد ان تشق الفاس الراس)   المشهد الثامن(بعد ان تشق الفاس الراس) Emptyالأربعاء يوليو 16, 2008 12:58 pm

المشهد الثامن

فجأة -وما زال الخوْف مسيطراً والارتباك واضحاً على الكبار خاصة، يصرخ جاسم بخوف وهو يرتجف)‏

جاسم : ماذا؟!‏

كيفَ نَبيعُ المونَهْ؟!‏

كيف نبيعُ المونَهْ؟!‏

منصور : حتى توفوا الدَّينْ‏

ستبيعونْ‏

وتجوعونْ‏

أبو دعاس : يصرخ) كلا‏

جاسم : والأطفالْ؟!‏

منصور : ما فكرّتُمْ بالأطفالْ‏

قبلَ اليومْ،‏

كان الكازينو هو الحُلمْ‏

الطحان : وهو يهز منصوراً بقوة)‏

نقِّطنا بِسُكُوتكَ واصْمُتْ‏

منصور : حتى لا أفَضحكُمْ؟!‏

حاضرْ‏

لكنْ...‏

هل تسكُتُ بنتُكَ ناهِدْ؟!‏

الطحان : أشْرُطُ فمَها بيدي‏

إنْ قالتْ كِلْمةْ‏

منصور : حتى لو نطقَتْ بالحقْ؟!‏

الطحان : يرتبك) أصلاً..‏

لا يُسْمَحُ للأولادِ بأيّ كلامٍ قدّامَ الآباءْ‏

أبو دعاس : الولدُ الطيبْ‏

يحترمُ وجودَ أَبيهْ‏

جاسم :يَسْتمعُ لِرأيِ أبيهْ‏

ناهد : تتدخل محاولة الكلام)‏

بابا‏

الطحان : هُسْ‏

ناهد : بجرأة) بابا..‏

مِنْ حقي أنْ أتكلّمْ‏

أبو دعاس : ماذا؟!‏

ناهد : وأُعبّرَ عن رأْيي‏

أبو دعاس : عالْ.. عالْ..‏

الطحان : يرتبك) ناهدْ...‏

ناهد : اسمعني أرجوكْ‏

أنت أبي الغالي‏

أغلى مِنْ روحي‏

أنتَ مسائي‏

وصباحي‏

يُرضيني ما يُرْضيكْ‏

يُؤْذيني ما يُؤْذيكْ‏

فلماذا تمنعُني مِنْ قولِ الحقْ؟!‏

أبو دعاس : البنْتُ المفعوصَةْ‏

سَتُعلمنَا كيفَ تبيضُ الصوصَةْ!!‏

ناهد : تضحك ببراءَة)‏

عمي أَبا دعاسْ‏

اَخفضْ صوتَكْ‏

حتَّى بابا لا يشْمَتَ أو يضْحَكْ!!‏

أبو دعاس : ماذا؟!‏

ناهد: تهمس) لا تُوجَدُ صُوصَةْ!!‏

بلْ صوصْ.‏

وتعرفُ أَنتَ وعمّي جاسِمْ‏

أنَّ الصُّوصْ‏

لا يُعْطي بَيْضَاً‏

جاسم : يوافق) أي واللهْ!!‏

أبو دعاس : أترى يا جاسِمْ؟!‏

هل تَسْمَعُ يا طحانْ؟!‏

بنتُكَ ناهِدْ‏

تسْتَغْفِلني‏

تسخرُ مني‏

هل تسمعُها؟1‏

الطحان : متباهياً) طبعاً أسمعْ‏

بنتي فهمانَةْ‏

أبو دعاس : أتعلّمني وأنا رجلٌ أكبرُ منها؟!‏

الطحان : أكبرُ رجلٍ فينا جاهلْ‏

أبو دعاس : دهشاً) ماذا أسمعْ؟!‏

الطحان : قولي يا بنتي، قولي..‏

علّي صوتَكِ‏

قولي رأيَكِ‏

أبو دعاس : أنا لن أسمعْ‏

الطحان : هذا أفضلْ‏

ناهد : تلاطف أبا دعاس، وتريد أن تمنع أي زعل بين الأصدقاء)‏

عمي أبا دعاسْ‏

لا تزعلْ أرجوكْ‏

بابا لا يقصُدُ ازعاجَكْ‏

وأنا -ورفاقي- نحترمُكْ‏

وكلامي في مصلحتِكْ‏

في مصلحةِ القريَةْ‏

وابنُكَ دعاسٌ مثلي‏

شاطرْ‏

تلميذٌ ماهرْ‏

نحنُ رفاقْ‏

وأنتَ وعمي جاسمْ‏

مع بابا إخوةْ‏

أبو دعاس يستدير عن ناهد ولا يرد عليها -تلتف نحوه وهو يهربُ منها)‏

عمي أبا دعاسْ‏

في كتبِ العلمِ قَرَأْنا،‏

وتعلَّمْنَا‏

أنَّ عدوَّ الصحرا‏

المطرُ،‏

أنّ صديقَ المطرِ‏

الشجرُ‏

أبو دعاس : يكفي‏

دعاس : يتدخل مخاطباً والده)‏

بابا‏

أبو دعاس : ماذا يا سيدُ دعاسْ‏

هل ستعبّرُ عن آرائِكْ؟!‏

عن أفكاركْ؟!‏

دعاس : بابا‏

لا تزعلْ إن قالتْ ناهدْ‏

إنكَ جاهلْ‏

أبو دعاس : بدهشة) ماذا؟!‏

دعاس : هل تعرفُ ما تعرفُ ناهدْ‏

وأنا‏

عَنْ أصلِ الأمطارْ؟!!‏

أبو دعاس : هذا مِنْ أفعالِ اللهْ،‏

لا يعلمُهُ إلاّ اللهْ‏

دعاس : يكمل الكلام) وأهلُ العلمِ..‏

هل تُنكِرُ ما قالَ اللهْ‏

في القرآنْ؟!‏

أبو دعاس : دهش) قولوا لي يا ناسْ‏

هلْ ما أسمعُ أمرٌ صالحْ‏

أمْ هو طالحْ؟!‏

دعاس : يمازحه) إنْ أخبرتُكَ هل نتصالحْ؟!!‏

أبو دعاس : يُمكِنْ!!‏

دعاس : بابا..‏

الأمطارُ بخارُ مياهِ البحرِ المالحْ‏

يصبحُ غيماً‏

يسبحُ مثلَ بساطِ الريحْ‏

خيْلُ الغيمِ الرّيحْ‏

تدفَعُهُ بحنانٍ نحو الأرضِ المزروعةِ بالأشجارْ‏

والجبلِ الحبلانْ‏

بالزعْتَرِ والغارْ‏

ونحوَ الصَحراءِ الحُبْلى بالشّيحْ‏

أبو دعاس : بفرح) أللهْ!!‏

دعاس : يتابع) والغَيماتْ‏

أبو دعاس : بفضول وشغف)‏

إي.. والغيماتْ‏

دعاس : يمازحه) ماذا تفعلْ؟!‏

أبو دعاس : يرتبك.. ثم) بصراحهْ‏

لا أعرفْ..‏

يتجرأ) ماذا تفعلْ؟!‏

دعاس : تعشقُ كفَّ الأرضِ الحمرا‏

ولكيّ تحتَضنَ صديقَتَها الحُلْوهْ‏

-أرضَ الخَيرِ النَضِرَه-‏

تبكي -مِنْ فَرحَتِها- مَطرا‏

فتصيرُ الأرضُ ربيعاً‏

والبريَّةُ تصبحُ خيرا،‏

تلبسُ أزياءً صفراءْ‏

جاسم : بدهشة) ماذا؟!‏

دعاس : بلْ حمراءْ‏

أبو دعاس : رائعْ‏

دعاس : بلْ خضراءْ‏

تلبسُ أزياءً لا أحلى‏

لا ألطفْ‏

يقفز أبو دعاس من فرحه وهو يلوح بيديه هاتفاً..)‏

أبو دعاس : يا ويلاه..‏

ابني يتفَلْسَفْ‏

يدور بين الناس غير مصدق، لكنه يضج بالفرح والحركة)‏

ابني يَسْتَشْعِرْ‏

ابني‏

يرتبك، فيمسك بجاسم ويهزه..)‏

جاسمْ..‏

هل سَمِعَتْ أُذُناكْ‏

ما سَمِعَتْ أُذُنايْ؟!!‏

ويندفع نحو ابنه دعاس -يحضنه ويقبله بسعادة، ثم يهتف)‏

ابني شاعِرْ‏

ابني دعاسٌ شاعرْ‏

أشطرُ مِنْ أشطرِ شاطرْ‏

يتضايق جاسم من هذا الكلام، ويريد أن يتباهى بولده أيضاً)‏

جاسم : وأنا أيضاً‏

أبو دعاس : ماذا أنتْ؟!‏

جاسم : ابني شاعرْ‏

أفضلُ منْ أفضلِ شاعِرْ‏

أبو دعاس : ساخراً) ابنُكْ؟!‏

جاسم : ابنُكَ ما أَفضلُ مِنْ ابني‏

يتقدم حسان سريعاً ليمنع الخصومة بين والده وأبي دعاس)‏

حسان : بابا‏

جاسم : ابني حسانٌ شاطِرْ‏

فهمانٌ ماهِرْ‏

ومغامِرْ‏

حسان : بابا.. بابا‏

نحنُ رفاقٌ في المدرسةِ‏

وفي الصفِّ وفي المِقعَدْ‏

جاسم : يعني؟‍‍!!‏

حسان : يعني‏

بالأشجار الدنيا أحلى في العينينِ وأجملْ‏

جاسم : يصرخ بفرح)‏

شاعِرْ‏

حسان : وتَنفُسُنَا بالأشجارْ‏

يصبحُ أفضلْ‏

جاسم : لمْ أفهمْ‏

الطحان : هل هيَ حزّورةْ؟!‏

حسان : الأشجارْ‏

تَشْفُطُ مِنْ كلِّ الكونْ‏

غازَ الكربونْ‏

-يعني الفحمَ-‏

وتعطي بدلاً منهُ الأوكسجينْ‏

جاسم : تُعطي هواءً‏

حزرتْ‏

الأشجارْ‏

تعطينا عبيرا‏

يعني تُعطينا شهيقاً يشهق)‏

نحنُ نُعْطيها زفيراً يزفر)‏

كأنه يطلب الإجابة)‏

صحْ؟!!‏

حسان : صحْ!!‏

بالأشجارْ‏

يا عمي الطحانْ‏

نصنعُ سِحْرا‏

الطحان : سحرا؟!‏

حسان : طْبعاً..‏

بالأشجارْ‏

نسحَبُ غيمَ البحرِ إلينا‏

حتى يهطلَ مطرا‏

حتى يصبحَ نَبْعَا‏

يجري ساقيةً في القريةِ‏

نَشْربُ منها‏

أو نهراً يسقي الزرعا‏

لكنْ..‏

ويصمت متعمداً. جاسم يدهش لسكوت ولده المفاجئ)‏

جاسم : ماذا؟!‏

أكملْ‏

لا تتوقفْ‏

للناس) ابني عالمْ‏

ابني حسانٌ عالمْ‏

لحسان) لكنْ ماذا؟!‏

اكملْ!!‏



يتدخل منصور بهدوء ليتابع كلام الأطفال الثلاثة)‏

منصور : واأسفاهْ‏

نحنُ ندمّرُ بجهالتَنِا‏

ما أعطانا اللهْ‏

صمت قصير.. ثم يتابع منصور وهو يتأمل وجوه الناس)‏

أمّا الآنْ‏

فسأترككُمْ لضمائِرِكُمْ‏

لكني سأعودْ‏

ومعي عرفانْ‏

والأولادْ‏

وكلُ الفلاحينْ‏

لأُفاجئَكُمْ بأمورٍ تجعُلكُمْ‏

تبكونَ على ما فعلتْ أيديكُمْ‏

ساعتها‏

مَنْ يدري‏

ماذا يجري ؟!‏

ينسحب سريعاً دون أن يلتفت خلفه -لحظة قصيرة ويخرج الأطفال الثلاثة وغيرهم وراء منصور -يفاجأ الجميع بهذا التصرف)‏

جاسم : إهْ...‏

راحوا معَ منصورْ‏

أبو دعاس : يصرخ) يا أولادْ‏

الطحان : يا أولاد..‏

يصرخ الثلاثة معاً)‏

يا أولادْ‏

يا أولادْ..‏

لكنَّ الأولاد راحوا وابتعدوا.. صمت قصير.. الطحان يرتبك، ويكلم نفسه غيرَ مصدق ما يجري)‏

الطحان : مع منصورْ؟!‏

كيفَ أصدقْ؟!‏

جاسم : عقلي طقْ‏

أبو دعاس : وأنا..‏

يصرخ..) يا أولادْ..‏

يا أولاد..‏

يكلم رفيقيه)‏

راحوا مع منصور‏

مع أَعْدا أعداءِ الضَّيْعَةْ...‏

راحوا..‏

وبشكل عفوي ينقلب الموقف إلى غناء حزين ورقص تعبيري..)‏

الجميع : راحوا راحوا.‏

مثلَ خيولَ الجنِّ انداحوا(1)‏

ما سألوا عنّا‏

تَركُونا‏

يَنْهَشُنَا خَوْفٌ‏

وجراحُ‏

يا خيْبَتَنا‏

كبروا فجأةْ‏

ما أتعسَنَا‏

طاروا فجأةْ‏

نَبتَ لهمْ ريشٌ وجناحُ‏

راحوا.‏

***‏

لا يُرْهِبُهُمْ إعصارُ‏

عَنْ مبْدَئِهمْ لا يمنَعُهُمْ‏

بردٌ‏

أو ريحٌ،‏

أو نارُ‏

تحضِنُهُمْ شمسُ الحريَّةْ‏

وتُناديهمْ أفراحُ‏

يا خَيْبتَنا‏

ما أتعَسَنا‏

في أعيُنِنا الدنيا ليلٌ‏

والدُنيا نورٌ وصباحُ‏

والأولادْ‏

كالأعيادْ،‏

ما إنْ طلوّا‏

راحوا.‏

(1) -انداحوا: اندفعوا بقوة في كل الجهات.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشهد الثامن(بعد ان تشق الفاس الراس)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الثقافة و الادب :: قسم ادب الاطفال-
انتقل الى: