المنشاوية
المنشاوية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المشهد السابع(هل سيبيع الناس المونة)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
sosa
مقدم منشاوى
مقدم منشاوى
sosa


عدد الرسائل : 79
تاريخ التسجيل : 30/06/2008

المشهد السابع(هل سيبيع  الناس المونة) Empty
مُساهمةموضوع: المشهد السابع(هل سيبيع الناس المونة)   المشهد السابع(هل سيبيع  الناس المونة) Emptyالأربعاء يوليو 16, 2008 1:00 pm

المشهد السابع

خروج أبي فلوس وأبي منشار، وأغنية ورقصة مرّوش كل ذلك وضعَ الناس في حيرة. لحظات من الصمت، وفجأة ينفجر الطحان)‏

الطحان : أرأيتُم ما صارْ؟!‏

في وجهِ منصور وهو يحرك يديه في الهواء)‏

افرحْ يا سيدَ منصورْ‏

أنتَ وعرفانُ المكّارْ‏

زَعلَ أبو فلوسْ‏

وانزعجَ أبو منشارْ‏

منصور : يَنْفلقانْ‏

أبو دعاس : ينزعج) يَنْفلقانْ؟!‏

وتضيعُ السهرهْ؟!‏

مرّوش : تفقش بأصابعها وتتراقص أمام أبي دعاس وتغني ساخرة)‏

ويضيعُ الكازينو الأحمرْ‏

لا نَرقصُ أبداً، لانسهرْ؟‍‏

لنْ نفرحَ دونَ الكازينو‏

لن نشبعَ دونَ "الهامبورغرْ"‏

هيّا نقطعْ شجراً أكثرْ‏

الطحان : يمسك بمرّوش ويمنعها عن الرقص والغناء)‏

بسْ يا مرّوش‏

بسْ...‏

جاسم : قلتُ لكمْ هذا المنصور‏

مجنونٌ وحقودْ‏

ما صدَّقتُمْ‏

أبو دعاس : يهجم أبو دعاس نحو منصور ويرفع يده ليضرب بها وهو يصرخ)‏

والله واللهِ...‏

لولا أنَكَ..‏

يرتبك وترتجف يده)‏

يعني.. يعني..‏

منصور : بهدوء) لا أخجلْ؟‍!‏

أبو دعاس : ينزل يده ويتابع)‏

لفعلتُ بوجهِكَ ما يفعلهُ سَفَّاحٌ قاتلْ‏

منصور : اضربْني،‏

أدّبني،‏

مثلَ أخيكَ احسُبني،‏

لكني سأقولُ الحقْ:‏

مرّوش : وهي تشيرِ إلى أبي دعاس، وجاسم والطحان)‏

الحقْ‏

منْ هذي الأشكالْ‏

جُنَّ وَطَقْ‏

جاسم : يامرّوشْ‏

يكفي نَقْ‏

يكفي نَقْ‏

منصور : يكلم الفلاحين جميعاً)‏

قولوا لي‏

بضمائرِكُمْ‏

ماذا يجري في قريَتنِا؟!‏

قولوا!!!‏

ماذا يجري؟!!‏

العجوز : عيْنٌ وأصابَتْنا‏

منصور : لا يا جدّي‏

نحنُ أصَبْنَا أنفُسَنا بالعينْ‏

نحنُ ظلمنَا أنفُسَنا بالدَّينْ‏

الرجلُ يروحُ إلى الكازينو‏

بعدَ العصر على رجليهْ‏

تَحسبُهُ عنترْ‏

يَمْشي كالديكِ المنفوشْ‏

يقفزُ،‏

يتبخْتَرْ‏

وعندَ الفجرِ يعودُ إلينا‏

فوقَ حمارْ‏

أو محمولاً في "طُنبرْ"‏

وحينَ يُفيقْ‏

يصرخُ،‏

يزعقْ‏

يعدو نحوَ الأرض ليقطعَ شجراً‏

يحرقَ زرعاً أو ثمرا،‏

والدائرةُ تدورْ‏

ونحنُ ندورُ‏

ندورْ‏

تتراقص مرّوش وتبدأ بتقليد رقصة الدّبور وتغني مع الأطفال)‏

مرّوش : كالدَّبورْ‏

الأطفال : زنْ زنْ‏

مرّوش : نَدوُر، ندورْ‏

الأطفال : عِنْ، عِنْ‏

مرّوش : أنا دبورْ‏

أحْرقُ أرضي أو داري‏

أقلَعُ زرعي، أشجاري‏

أنا حرٌّ فيما أفعلْ‏

أنا مِنْ فعلي لا أخجلْ‏

أنا دبّورْ‏

أقوى مِنْ شيطانٍ جنيّ‏

ألْسَعُ مَنْ يُزعجني‏

أنا فتّاكٌ ماهِرْ‏

الأطفال : شاطِرْ‏

شاطِرْ‏

فِعْلُكَ باهِرْ‏

اقَطعْ واحْرقْ‏

غَرِّبْ شرِّقْ‏

حتى في صحنِ الكازوزْ‏

يا جاهلُ تغرقْ‏

مرّوش : أَغرقْ؟!!‏

تمثل إنساناً يغرق لكن بأسلوب ساخر)‏

أيْ أيْ!!‏

إني أغرقْ،‏

اَغرقْ‏

أغرقْ!!‏

الطحان : يخاطب الأطفال..)‏

عقلي منكُمْ طقْ‏

يكفي نقْ‏

يكفي.‏

العجوز : بعَد كلِّ ما جرى‏

أرجوكمْ‏

اسمعوا كلامَ الصدقْ‏

منصورْ‏

وهذهِ المرّوشْ‏

والسيدُ عرفانْ‏

قد نطقوا بالحقْ‏

الطحان : بالحق؟!!‏

العجوز : الآنْ‏

ما عادَ لدينا ماءْ‏

كي نَغْرُسْ‏

شجرا‏

أو نزْرَعَ زَرْعَا‏

والشجرُ المقْطوعْ‏

لن ينبتَ دونَ مياهْ‏

ماذا نفعلُ بعدَ نفادِ الشجرِ؟!!‏

هل نذهبُ نحوَ الكازينو‏

أم نزحفُ نحوَ القبرِ؟!‏

يعلو صوت العجوز ليصبح أقوى)‏

هلْ ينفَعُنا التلفزيون أبو الألوانْ؟!‏

هلْ يطردُ عنّا الأحزانْ؟!‏

يكلم أبا دعاس)‏

هلْ تلبسُ بنتي‏

أو بْنتُكْ‏

-أو أيةُ بنتٍ أخرى-‏

فستاناً للسهرَة؟!‏

هلْ سَتُلوِّنُ بعدَ اليومْ‏

شفتيَها بالحُمْرةْ؟!‏

صمت قليل، والناس ساكتون)‏

واأسفاهْ‏

هجَرتْنَا الأطيارْ‏

وعصافيرُ الدارْ‏

ونسينا صوتَ الضِفْدَعْ‏

هل تدورنَ لماذا؟!!‏

بعد صمت قصِر)‏

لا تدرون؟!‏

نَفَدَ الماءُ وليسَ لدينا بُرَكٌ نشربُ منها(2)‏

أو ساقيةٌ نسقي منها ما نزرعْ‏

خُضْرَتُنَا بالدَّينْ‏

لحمتُنَا بالدَّينْ‏

وفواكِهُنا،‏

وملابسُنَا،‏

ولقدْ كنّا منتجينْ،‏

نُنتِجُ حاجتَنا‏

ونُصدِّرُ ما يبقى‏

للناسِ المحتاجينْ،‏

أما الآنْ‏

فَصِرْنا نأكلُ ما يجلبُهُ السوبرْ ماركتْ"‏

صِرْنا نلبسُ ما يحويهِ "السوبرْ ماركتْ"‏

إنَّ قِيامتَنا قدْ قامتْ‏

في هذا "السوبرْ ماركتْ"‏

بحزن وألم) واأسفَاهْ!!!‏

واأسفاهْ!!!‏

ما فكّرْنا بالمستقبلْ‏

أو باليومِ الأجملْ‏

واأسفاهْ!!‏

يتأمل العجوزُ وجوهَ الناس الصامتين‏



-يدخل عرفان بهدوء فيراه العجوز ويتجه نحوه ويكلمه)‏

عِرفانْ،‏

يا ولدي‏

أنتَ كبيرُ العقلِ‏

وتفهمْ‏

ساعِدْ أهلكْ‏

ساعِدْ ناسَكْ‏

حتى الجاهلُ منهمْ‏

يتعلّمْ‏

أبو دعاس : محتجاً) ماذا؟!‏

العجوز : بقوة) أُسكتْ‏

عرفان : للعجوز) سأنفّذُ ماترغب‏

وسيعلمُ كلُ الناسْ‏

أنّ الأرضَ إذا بعناها‏

باعتْنَا،‏

إذا ما ماتتْ‏

قتَلتْنَا‏

أوْ بالأحرى‏

أبو فلوسْ‏

يدْعَسُنَا بحذائِهْ‏

يجعَلُنَا خدَماً وعبيداً‏

لمشاريعهْ‏

صمت قصير ينظر فيه عرفان إلى الناس، ثم.. يتابع)‏

عَنْ إذنكَ يا جدي‏

سوفَ أرشُّ الشجرا‏

للناس) يا أهلي، يا ناسي‏

أدواتي،‏

آلاتي‏

بئري، ومياهي‏

في خدمَتكُمْ‏

تحتَ تصرّفِكُمْ‏

لا أطلبُ أجَراً‏

أو مالاً،‏

وأنا للخدمةِ جاهزْ‏

لكنْ لا تَنْخدِعوا بالغدّارْ‏

أبي منشارْ‏

والمنحوسْ‏

أبي فلوسْ‏

يتوجه سريعاً للخروج، لكنه يتوقف ويستدير مكلماً الناس)‏

مَنْ يحتاجُ إليّ‏

فلْيَتْبَعْني‏

عندي ما يكفي مِنْ ماءْ‏

وسمادٍ‏

ودواءْ‏

لكني أحتاجُ إليكمْ‏

أحتاجُ إلى قوةِ أيديكمْ‏

ويخرج سريعاً- لحظات متوترة، خوف، تردد، ثم يلحق به بعض الفلاحين من النساء والرجال- أما العجوز فيتوجه نحو منصور ويربت على كتفه بحنان)‏

العجوز : أما أنتَ فسامِحْنَا يا ولدي‏

ينظر نحو الناس) سامِحْهُمْ‏

أبو دعاس : ينتفض ويصرخ كالمجنون)‏

عالْ.. عالْ‏

لا ينْقصُنَا إلا هذا‏

جاسم : يتحمس ويصرخ)‏

يَفْضَحُنَا ونقولْ:‏

مِنْ فضْلِكَ سامِحْنَا‏

كَلاّ..‏

أحسنُ شيءٍ يفعَلُهُ هذا المفعوصْ‏

أنْ يَبْعُدَ عنَّا،‏

لا نُبصرُهُ‏

لا يُبْصَرُنا‏

منصور : بهدوء) حاضِرْ‏

أَبْعُدْ عنكُمْ‏

لكنْ استمعوا؛‏

الصحراءُ تداهمُنَا‏

تبتلِعُ الأخضرَ واليابسْ‏

وتُعشِّشُ في أنفُسِنَا،‏

وسَيأتيكَمْ أبو فلوسْ‏

ليطالبَكُمْ بديونِهْ‏

سيُفاجئكُمْ‏

سيُحاصرُكُمْ‏

ولكي تعطوهُ ديونَهْ‏

-ولا أحدٌ يملكُ ليرهْ-‏

في الأيامِ المقبلةِ المجنونَهْ‏

ستبيعونَ المونَهْ‏

وتجوعونْ‏

بأسف) ما أخطأ عرفانٌ‏

لمّا قالْ:‏

الأطفالْ،‏

عَرفوا الحقَّ مِنَ الباطلْ‏

وأنتمْ‏

أكبرُ رجل فيكُمْ جاهلْ‏

خامِلْ‏

صمت طويل يقطعه العجوز الذي يتمشى بين الناس وهو يتكلم)‏

العجوز : هذا قولٌ حقْ‏

هذا قولٌ صدقْ‏

مَنْ يفهَمُهُ لا يرضى أن يُخْنَقْ،‏

أو بقشورٍ عَفِنَهْ‏

يُحرَقْ‏

واأسفاه!!!‏

لمنصور) اصمدْ يا منصورْ‏

في وجهِ الرّيحِ المجنونَهْ‏

كيْ لا نبيعَ المونَهْ‏

كيْ لا نبيعَ القوتْ(3)‏

أو أحدٌ يموتْ‏

في الأيام المقبلةِ الملعونَهْ‏

يتحرك العجوز ليخرج وهو يردد بأسى وألم)‏

يا ضيعَتَنا المجنونَهْ‏

هل ستبيعينَ المونَهْ؟!!‏

يا ضيعَتَنا المجنونَهْ‏

هل ستبيعينَ المونَهْ؟؟!‏

ونظل نسمع صوته الحزين لفترة من الزمن والناس واجمون)‏

(1) -المونة: هي المؤونة بالهمزة. وقد استعملنا اللفظة العامية لحلاوتها الموسيقية. والمونة هي ما يخزّنه الناس من طعام لفصل الشتاء، مثل البرغل والعدس والباذنجان وغيرها كثير.‏

(2) -بُرَك: جمع بركة وهي بحيرة الماء.‏

(3) -القوت: هو الطعام الذي نقتاتُ به، أي نأكله فيشبعنا ويحمينا من جوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المشهد السابع(هل سيبيع الناس المونة)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الثقافة و الادب :: قسم ادب الاطفال-
انتقل الى: