وسط تزايد الأنباء حول استعداد إسرائيل لضرب إيران, أكد ضابط سابق في المخابرات العسكرية الإسرائيلية, أن الغرب بات يعول علي تل أبيب لضرب إيران والقيام بالعمل القذر نيابة عنه, علي حد تعبيره. وأشار يوسي كوبر فيسر الضابط السابق بوحدة الأبحاث والتقويم بالجيش الإسرائيلي, الي توقعات مسئولي وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون, بمهاجمة إسرائيل لطهران قبيل نهاية العام الحالي.
وشدد كوبر فيسر ـ في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت ـ علي أن تكرار مثل هذه التوقعات والتقويمات الأمريكية والغربية, يمثل تهيئة لإسرائيل للقيام بمهمة المواجهة العسكرية مع طهران وتحمل اللوم في حالة اشتعال الأوضاع الدولية. وأضاف أن إيران من جانبها تدرك أن إسرائيل ستكون الطرف المحتمل للدخول في مواجهة عسكرية معها, وأن الغرب ليس علي استعداد للدخول في مواجهة مباشرة مع طهران وحساسيته إزاء تحمل تكلفة مثل هذه المواجهات من خسائر مادية وبشرية,
فضلا عن ارتفاع قياس متوقع في أسعار البترول العالمية.وقال كوبر فيسر, الذي عمل لسنوات علي متابعة إيران النووي, إن تقارير البنتاجون ترجح امتلاك إيران لكمية كافية من اليورانيوم المخصب لإنتاج قنبلة نووية خلال عام أو عام ونصف العام, وعلق علي هذه التقارير بالتأكيد أن ايران لم تصل بعد لهذه المرحلة, ولكنها تواصل مشروعها وابحاثها النووية بدون توقف ولديها اعتقاد راسخ بعدم امكان أي شخص أو جهة علي توقيفها. وأقر الضابط السابق بأن نظام الدفاع الجوي الذي أبرمت إسرائيل صفقة بشأنه مع روسيا أخيرا, سوف يجعل من الصعب مهاجمة طهران جوا ويقلل من فاعلية أي هجوم جوي علي إيران.
وكانت تقارير صحفية إسرائيلية قد نقلت عن مسئولين عسكريين بالولايات المتحدة تأكيداتهم بأن امتلاك إيران كمية كبيرة من اليورانيوم المخصب وإحلال وتشغيل النظام الجوي الجديد, يعدان بمثابة الخطين الأحمرين اللاتي سوف تبادر إسرائيل بالهجوم فور تخطي طهران لهما.
وفي تعليقها علي استعدادات إسرائيل المحتملة للهجوم, أكدت صحيفة هاآرتس أنه اذا كانت تهديدات تل أبيب تهدف الي دفع الشعب الإيراني للضغط علي قياداته, فإن هذا الهدف يعد بعيد المنال, وأشارت الي أن تطوير التكنولوجيا النووية الإيرانية أصبحت مهمة قومية إيرانية.
في الوقت نفسه, أكد متان فلنائي نائب وزير الدفاع الإسرائيلي, أن تل أبيب تدرك كيفية التعامل مع التهديد النووي الإيراني, وشدد المسئول في الوقت نفسه, علي أن التهديد الذي يتربص بإسرائيل لا يتلخص في إيران وحدها ولكن الأخيرة تمثل جزءا من محور حزب الله وسوريا.
وأضاف أن المحادثات التي جرت أخيرا بين سوريا وإسرائيل تهدف في المقام الأول لكسر هذا المحور وإضعافه. وفي محاولة لتقليل الجدل الدائر حول نيات إسرائيل إزاء طهران, أكد سلاي مريدور سفير إسرائيل لدي الولايات المتحدة, أن بلاده معنية باستخدام السبل الدبلوماسية في حل الأزمة النووية الإيرانية وتشديد العقوبات علي برنامج طهران النووي, ولكنه شدد علي ضرورة وقف تعامل العالم مع إيران ولم يستبعد لجوء إسرائيل الي القوة العسكرية في حال فشل باقي الوسائل.
علي صعيد متصل, أكد الأدميرال كيفن كوسجيف أحد كبار المسئولين بالاسطول الخامس الأمريكي, أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بإغلاق مضيق هرمز, الذي تمر عبره40% من البترول الخام المستهلك عالميا.
وأكد الأدميرال أن هذا الموقف الأمريكي لن يتغير وأن إيران لن يمكنها اغلاق المضيق من الأساس, وكان رئيس الحرب الثوري الإيراني قد أكد في تصريحات نشرت الأسبوع الماضي, أن بلاده تدرس فرض قيود علي الملاحة في منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز في حالة تعرضها الي هجوم وعلي صعيد ردود الفعل الدولية, أكدت الخارجية الروسية أن أي هجوم عسكري علي ايران سوف يسفر عن نتائج كارثية تطول بآثارها منطقة الشرق الأوسط ككل
