كيف تقوَى الإرادة؟
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف تقوَى الإرادة؟
الإيمان الحق: يقول الشيخ محمد الغزالي
"... تلك طبيعة الإيمان إذا تغلغل واستمكن؛ إنه يُضفي على صاحبه قوةً تنطبع في سلوكه كله، فإذا تكلم كان واثقًا من قوله، وإذا اشتغل كان راسخًا في عمله، وإذا اتجه كان واضحًا في هدفه، وما دام مطمئنًا إلى الفكرة التي تملأ عقله، وإلى العاطفة التي تعمر قلبه، فقلَّما يعرف التردُّد سبيلاً إلى نفسه، وقلَّما تزحزحه العواصف العاتية عن موقفه، بل لا عليه أن يقول لمن حوله:
﴿قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (39) مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (40)﴾
(الزمر).
هذه اللهجة المقرونة بالتحدي، وهذه الروح المستقلة في العمل، وتلك الثقة فيما يرى أنه الحق.. ذلك يجعله في الحياة رجلَ مبدأ متميزًا؛ فهو يعاشر الناس على بصيرة من أمره؛ إن رآهم على الصواب تعاون معهم، وإن وجدهم مخطئين نأى بنفسه واستوحى ضميره وحده (2).
اللجوء والتضرع إلى الله
الثبات والقوة من عند الله، وليست بإمكانيات الأفراد وقدراتهم، وهذا ما دعا الفئة المؤمنة في قصة طالوت وجالوت إلى أن تلجأ إلى الله
﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (البقرة: من الآية 250).
وضوح الرؤية
طريق الدعوة إلى الله يأخذ طبيعة الجهاد في سبيل الله؛ من نزول الأذى، والتعرُّض للتضييق، والحبس والظلم والاضطهاد؛ فهو طريقٌ مليءٌ بالصعاب والمشاقِّ، ووضوح هذه الصورة لدى أصحاب الدعوات له أثره الملحوظ في الثبات والصبر.
الرغبة القوية في الوصول إلى الهدف وتحقيق الأمل.. لهما بالغ الأثر في الثبات على الأمر، وتحمُّل كل الآلام في سبيل الوصول إليها؛ فإذا صدق العبد في رغبته المعلنة أعانه الله
﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69)﴾ (العنكبوت).
عقبات الطريق
وعقبات الطريق لا تفتُّ في إرادة الكبار، ولا تُوهن من عزائمهم، ولا تُضعف من قواهم؛ لأن الطريق مرسومةٌ خطواته، معلومةٌ مراحله، قالها ورقة بن نوفل لرسول الله منذ بداية الوحي حينما ذهب إليه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ليستشيره فيما رأى في غار حراء "أَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَبَرَ مَا رَأَى، فَقَالَ لَهُ وَرَقَةُ: "هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللهُ عَلَى مُوسَى، يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا، لَيْتَنِي أَكُونُ حَيًّا إِذْ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ"، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَوَمُخْرِجِيَّ هُمْ؟!" قَالَ: "نَعَمْ.. لَمْ يَأْتِ رَجُلٌ قَطُّ بِمِثْلِ مَا جِئْتَ بِهِ إِلاَّ عُودِيَ، وَإِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ أَنْصُرْكَ نَصْرًا مُؤَزَّرًا" ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ وَرَقَةُ أَنْ تُوُفِّيَ وَفَتَرَ الْوَحْيُ ...."
ومنها أيضا
المساومات
تخلي الآخرين
السخرية والاستهزاء
النفي والتعذيب